الهمز الكسر قال تعالى :﴿هَمَّازٍ مَّشَّاء﴾ [ القلم : ١١ ] واللمز الطعن والمراد الكسر من أعراض الناس والغض منهم والطعن فيهم، قال تعالى :﴿وَلاَ تَلْمِزُواْ أَنفُسَكُمْ﴾ [ الحجرات : ١١ ] وبناء فعله يدل على أن ذلك عادة منه قد ضري بها ونحوهما اللعنة والضحكة، وقرىء :﴿وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾ بسكون الميم وهي المسخرة التي تأتي بالأوابد والأضاحيك فيضحك منه ويشتم وللمفسرين ألفاظاً أحدها : قال ابن عباس : الهمزة المغتاب، واللمزة العياب وثانيها : قال أبو زيد : الهمزة باليد واللمزة باللسان وثالثها : قال أبو العالية : الهمزة بالمواجهة واللمزة بظهر الغيب ورابعها : الهمزة جهراً واللمزة سراً بالحاجب والعين وخامسها : الهمزة واللمزة الذي يلقب الناس بما يكرهون وكان الوليد بن المغيرة يفعل ذلك، لكنه لا يليق بمنصب الرياسة إنما ذلك من عادة السقاط ويدخل فيه من يحاكي الناس بأقوالهم وأفعالهم وأصواتهم ليضحكوا.
وقد حكى الحكم بن العاص مشية النبي ﷺ فنفاه عن المدينة ولعنه وسادسها : قال الحسن : الهمزة الذي يهمز جليسه يكسر عليه عينه واللمزة الذي يذكر أخاه بالسوء ويعيبه وسابعها : عن أبي الجوزاء قال : قلت لابن عباس :﴿وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾ من هؤلاء الذين يذمهم الله بالويل فقال : هم المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الناعتون للناس بالعيب.