قال القرظي والكلبي :﴿ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ﴾ مطبقة مغلقة ﴿ فِي عَمَدٍ ﴾، قرأ أهل الكوفة بضمّتين، غيرهم بالنصب، واختاره أبو حاتم لقوله :﴿ رَفَعَ السماوات بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾ [ الرعد : ١ ] وهما جمعان للعمود مثل أديم وأدم، وأفيق وأفق، وقضيم وقضم، قال الفرّاء : وقال أبو عبيد : هو جمع عماد مثل أهاب وأُهُب وأَهَب.
﴿ مُّمَدَّدَةٍ ﴾ قراءة العامّة بالخفض على نعت العمد، وقرأ عاصم الجحدري ممدّدةٌ بالرفع جعلها نعتاً للموصدة.
واختلفوا في معنى الآية، فقال ابن عباس : أدخلهم في عمد، فمدّت عليهم بعماد وفي أعناقهم السلاسل، فسدّت عليهم بها الأبواب.
وقال قتادة : بلغنا أنّها عمد يعذّبون بها في النار، وقيل : هي عمد موتّدة على أبوابها [ ليتأكد أياسهم ] منها، وقيل : معناه أنّها عليهم مؤصدة بعمد، وكذلك هي في قراءة عبد اللّه : بعمد، بالباء.
عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه ﷺ :" المؤمن كيّس فطن حذر وقاف ثبت، لا يعجل، عالم ورع، والمنافق همزة لمزة حطمة، [ لا يقف عند شبهة ولا عند محرم ] كحاطب الليل لا يبالي من أين كسب ولا فيما أنفق ". أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ١٠ صـ ٢٨٥ ـ ٢٨٧﴾


الصفحة التالية
Icon