قال القاضي أبو محمد : ليس به لكنهما صفتان تتلازم، قال الله تعالى :﴿ هماز مشاء بنميم ﴾ [ القلم : ١١ ]، وقال مجاهد :" الهمزة " الذي يأكل لحوم الناس، وقيل لأعرابي : أتهمز إسرائيل فقال : إني إذاً لرجل سوء، حسب أنه يقال له أتقع في سبه، و" اللمزة " قريب من المعنى في الهمزة، قال الله تعالى :﴿ ولا تلمزوا أنفسكم ﴾ [ الحجرات : ١١ ]، وقرأ ابن مسعود والأعمش والحسن :" ويل الهمزة اللمزة "، وهذا البناء الذي هو فعلة يقتضي المبالغة في معناه، قال أبو العالية والحسن : الهمز بالحضور واللمز بالمغيب، وقال مقاتل ضد هذا، وقال مرة : هما سواء، وقال ابن أبي نجيح : الهمز باليد والعين : واللمز باللسان، وقال تعالى :﴿ ومنهم من يلمزك في الصدقات ﴾ [ التوبة : ٥٨ ] وقيل نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريق وقيل في جميل بن عامر الجمحي ثم هي تتناول كل من اتصف بهذه الصفات، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي والحسن وأبو جعفر :" جمّع " بشدة الميم، والباقون بالتخفيف، وقوله ﴿ وعدده ﴾ معناه : أحصاه وحافظ على عدده وأن لا ينتقص، فمنعه من الخيرات ونفقة البر، وقال مقاتل : المعنى استعده وذخره وقرأ الحسن :" وعدَدَه " بتخفيف الدالين، فقيل المعنى جمع مالاً وعدداً من عشرة، وقيل أراد عدداً مشدداً فحل التضعيف، وهذا قلق، وقوله :﴿ يحسب أن ماله أخلده ﴾ معناه : يحسب أن ماله هو معنى حياته وقوامها، وأنه حفظه مدة عمره ويحفظه، ثم رد على هذه الحسبة وأخبر إخباراً مؤكداً أنه ينبذ ﴿ في الحطمة ﴾ أي التي تحطيم ما فيها وتلتهبه، وقرأ :" يحسَب " بفتح السين الأعرج وأبو جعفر وشيبة، وقرأ ابن محيصن والحسن بخلاف عنه :" لينبذان " بنون مكسورة مشددة قبلها ألف، يعني هو ماله، وروي عنه ضم الذال على نبذ جماعة هو ماله وعدده، أو يريد جماعة الهمزات ثم عظم شأنها وأخبر أنها ﴿ نار الله الموقدة ﴾ التي يبلغ إحراقها القلوب ولا يخمد،


الصفحة التالية
Icon