ومن قرأ "عَدَدَه" بالتخفيف، فمعناه : جمع مالاً وَعَدَداً.
أي : وقوماً اتخذهم أنصاراً.
قوله تعالى :﴿ يحسب أنَّ ماله أخلده ﴾ أخلده بمعنى يخلده، والمعنى : يظن ماله مانعاً له من الموت، فهو يعمل عمل من لا يظن أنه يموت ﴿ كلا ﴾ أي : لا يخلده ماله ولا يبقى له ﴿ ليُنْبَذَنَّ ﴾ أي : ليُطْرَحَنَّ ﴿ في الحطمة ﴾ وهو اسم من أسماء جهنم.
سميت بذلك لأنها تحطم ما يُلقى فيها، أي : تكسره، فهي تكسر العظم بعد أكلها اللحم.
ويقال للرجل الأكول : إنه لَحُطَمة.
وقرأ أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وأبو عبد الرحمن، والحسن، وابن أبي عبلة، وابن محيصن، "لينبذانِّ" بألف ممدودة، وبكسر النون، وتشديدها، أي : هو وماله.
قوله تعالى :﴿ التي تَطَّلع على الأفئدة ﴾ أي : تأكل اللحم والجلود حتى تقع على الأفئدة فتحرقها، قال الفراء : يبلغ ألمها الأفئدةَ.
والاطِّلاع والبلوغ قد يكونان بمعنى واحد، والعرب تقول : متى طلعَت أرضنا؟ أي : بلغتَ.
وقال ابن قتيبة : تَطَّلع على الأفئدة، أي : توفي عليها وتشرف.
وخص الأفئدة، لأن الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه، فأخبر أنهم في حال من يموت، وهم لا يموتون.
وقد ذكرنا تفسير "المؤصدة" في سورة [ البلد : ٢٠ ].
قوله تعالى :﴿ في عَمَدٍ ﴾ قرأ حمزة، وخلف، والكسائي، وعاصم إلا حفصاً بضم العين، وإسكان الميم.
قال المفسرون : وهي أوتاد الأطباق التي تطبق على أهل النار.
و"في" بمعنى الباء.
والمعنى : مطبَقة بعُمُدٍ.
قال قتادة : وكذلك هو في قراءة عبد الله.
وقال مقاتل : أُطبقت الأبواب عليهم، ثم شُدَّت بأوتادٍ من حديد، حتى يرجع عليهم غَمُّها وحَرُّها.
و"ممدَّدة" صفة العُمُد، أي : أنها ممدودة مطوّلة، وهي أرسخ من القصيرة.
وقال قتادة : هي عُمُدٌ يعذَّبون بها في النار.
وقال أبو صالح :"في عَمَدٍ مُمَدَّدة" قال : القيود الطوال. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٩ صـ ٢٢٦ ـ ٢٣٠﴾


الصفحة التالية
Icon