حفصة. وقوله عليه الصلاة والسلام «من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله» «١» ولأنّ التكليف في أدائها أشق لتهافت الناس في تجاراتهم ومكاسبهم آخر النهار، واشتغالهم بمعايشهم.
أو أقسم بالعشي كما أقسم بالضحى لما فيهما جميعا من دلائل القدرة. أو أقسم بالزمان لما في مروره من أصناف العجائب. والإنسان : للجنس. والخسر : الخسران، كما قيل : الكفر في الكفران. والمعنى : أن الناس في خسران من تجارتهم إلا الصالحين وحدهم، لأنهم اشتروا الآخرة بالدنيا، فربحوا وسعدوا، ومن عداهم تجروا خلاف تجارتهم، فوقعوا في الخسارة والشقاوة وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ بالأمر الثابت الذي لا يسوغ إنكاره، وهو الخير كله : من توحيد اللّه وطاعته، واتباع كتبه ورسله، والزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ عن المعاصي وعلى الطاعات، وعلى ما يبلو اللّه به عباده.
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :«من قرأ سورة والعصر غفر اللّه له وكان ممن تواصى بالحق وتواصى بالصبر» «٢». أ هـ ﴿الكشاف حـ ٤ صـ ٧٩٣ ـ ٧٩٤﴾

__
(١). متفق عليه من حديث ابن عمر رضى اللّه عنهما.
(٢). أخرجه الثعلبي والواحدي وابن مردويه بالسند إلى أبى بن كعب.


الصفحة التالية
Icon