وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى ﴿ والعصر ﴾
فيه ثلاثة أقوال.
أحدها : أنه الدهر، قاله ابن عباس، وزيد بن أسلم، والفراء، وابن قتيبة.
وإنما أقسم بالدهر لأن فيه عبرة للناظر من مرور الليل والنهار على تقدير لا ينخرم.
والثاني : أنه العشي، وهو ما بين زوال الشمس وغروبها، قاله الحسن وقتادة.
والثالث : صلاة العصر، قاله مقاتل.
قوله تعالى :﴿ إن الإنسان لفي خسر ﴾ قال الزجاج : هو جواب القسم.
والإنسان هاهنا بمعنى الناس، كما تقول : كثر الدرهم في أيدي الناس، تريد الدراهم.
والخسر والخسران في معنى واحد.
قال أهل المعاني : الخسر : هلاك رأس المال أو نقصه.
فالإنسان إذا لم يستعمل نفسه فيما يوجب له الربح الدائم، فهو في خسران، لأنه عمل في إهلاك نفسه، وهما أكبر رأس ماله ﴿ إلا الذين آمنوا ﴾ أي : صدَّقوا الله ورسوله، وعملوا بالطاعة ﴿ وتَواصَوْا بالحق ﴾ أي : بالتوحيد، والقرآن، واتباع الرسول ﴿ وتواصَوْا بالصبر ﴾ على طاعة الله، والقيام بشريعته.
وقال إبراهيم في تفسير هذه السورة : إن الإنسان إذا عُمِّر في الدنيا لفي نقص وضعف، إلا المؤمنين، فإنهم يكتب لهم أجور أعمالهم التي كانوا يعملون في شبابهم وصحتهم. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٩ صـ ٢٢٤ ـ ٢٢٥﴾