إلى حب الدّنيا ظاهرة، فلهذا السبب كان أكثر الناس مشتغلين بحب الدّنيا مستغرقين في طلبها، فكانوا في خسار وبوار قد أهلكوا أنفسهم بتضييع أعمارهم، وقيل أراد بالإنسان الكافر بدليل أنه استثنى المؤمنين فقال تعالى :﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصّالحات ﴾ يعني فإنهم ليسوا في خسر، والمعنى أن كل ما مر من عمر الإنسان في طاعة الله تعالى فهو في صلاح وخير وما كان بضده فهو في خسر وفساد وهلاك.
﴿ وتواصوا ﴾ أي أوصى بعض المؤمنين بعضاً ﴿ بالحق ﴾ يعني بالقرآن والعمل بما فيه، وقيل بالإيمان والتّوحيد ﴿ وتواصوا بالصبر ﴾ أي على أداء الفرائض وإقامة أمر الله وحدوده، وقيل أراد أن الإنسان إذا عمر في الدّنيا وهرم لفي نقص وتراجع إلا الذين آمنوا، وعملوا الصّالحات فإنهم تكتب أجورهم ومحاسن أعمالهم التي كانوا يعملونها في شبابهم وصحتهم وهي مثل قوله ﴿ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصّالحات فلهم أجر غير ممنون ﴾ والله سبحانه وتعالى أعلم. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٧ صـ ٢٨٧ ـ ٢٨٨﴾