فصل فى التفسير الموضوعى للسورة كاملة


قال الشيخ محمد الغزالى :
سورة الفيل
أعد الأحباش جيشا لغزو الكعبة، وتدميرها وإبطال العبادة حولها، وخرجوا من ديارهم على نحو ما قال الله ".. بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله ". وضموا إلى جيشهم جملة من الفيلة التى تشارك فى المعركة لأول مرة فى الجزيرة العربية. وشعر أهل مكة بالعجز عن مقاومة هذه الحملة، ففروا إلى رءوس الجبال تاركين بيت الله وبيوتهم لحكم القدر. كان نصارى الحبشة مخطئين فى توجيه هذه الحملة إلى البيت الحرام، ماذا عليهم لو تركوه للعرب يقيمون فيه شعائرهم، كما يقيمون هم شعائرهم فى كنيستهم بصنعاء؟ لا يقبل للأحباش عذر فى هذا المسلك. على أن هذه الغزوة لقيت مصيرا فاجعا، فقد هاجمتها أسراب من الطير تقذف الرجال بالحجارة. ويفهم من القرآن الكريم أنها حجارة من النوع الذى قذف به قوم لوط، فدمر المدينة وجعل عاليها سافلها. ويحكى المؤرخون أن هذه الأسراب نشرت وباء الجدرى، فأفنى المهاجمين، ومات به قائد الحملة " أبرهة " وهو عائد إلى صنعاء بعد هزيمته الماحقة. وفنى ذلك يقول الله تعالى :" ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل". والأبابيل (الجماعات). والمحفوظ عند الرواة أن خاتم المرسلين ولد عام الفيل، كأن الله حمى مكة ببركته. وبقاء قريش فى مكة مكفولة العيش موفورة الأمن. كان تمهيدا إلهيا لظهور الإسلام من أم القرى إلى أنحاء العالم. وإلى هذا تشير السورة التالية. أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٥٤١﴾


الصفحة التالية
Icon