الفم، فهو مبدأ القيء الذي هو أخو الغائط الذي آل أمرها إليه، فكان سبب هلاكها بهلاك بانيها، وذلك أنه غضب من ذلك فخرج بجيشه لهدم بيت الله الكعبة ومعه أفيال كثيرة منها فيل عظيم اسمه محمود، فقاتله بعض العرب فهزمهم وقتل منهم، فلما دوّخهم دانوا له، فلما وصل إلى المغمس خرج إليه عبد المطلب جد النبي ـ ﷺ ـ، فعرض عليه ثلث أموال تهامة على أن يرجع عنهم، وقيل : بل كانت طلائعه أخذت له مائتي بعير فطلبها منه فقال : قد كنت أعجبتني حين رأيتك، فزهدت فيك حين تكلمني في مائتي بعير، وتترك كلامي في بيت هو دينكم وفي عزكم؟ فقال : أنت وذاك، فرد عليه إبله فساقها ومضى، وأمر قريشاً أن يتفرقوا في الشعاب ويتحرزوا في الجبال، وأتى عبد المطلب الكعبة فأخذ بحلقة الباب وجعل يقول :
يا رب لا أرجو لهم سواكا...
فامنعهم أن يقربوا قراكا
- وقال :
لا هم إن المرء يم...
نع رحله فامنع حلالك
لا يغلبن صليبهم...
ومحالهم عدواً محالك
جروا جميع تلادهم...
في الفيل كي يسبوا عيالك
عمدوا حماك بكيدهم...
جهلاً وما رقبوا جلالك
إن كنت تاركهم وكع...
بتنا فأمر ما بدا لك


الصفحة التالية
Icon