السؤال السادس : لم قال :﴿أصحاب الفيل﴾ ولم يقل : أرباب الفيل أو ملاك الفيل ؟ الجواب : لأن الصاحب يكون من الجنس، فقوله :﴿أصحاب الفيل﴾ يدل على أن أولئك الأقوام كانوا من جنس الفيل في البهيمية وعدم الفهم والعقل، بل فيه دقيقة، وهي : أنه إذا حصلت المصاحبة بين شخصين، فيقال : للأدون إنه صاحب الأعلى، ولا يقال : للأعلى إنه صاحب الأدون، ولذلك يقال : لمن صحب الرسول عليه السلام : إنهم الصحابة، فقوله :﴿أصحاب الفيل﴾ يدل على أن أولئك الأقوام كانوا أقل حال وأدون منزلة من الفيل، وهو المراد من قوله تعالى :﴿بَلْ هُمْ أَضَلُّ﴾ [ الأعراف : ١٧٩ ] ومما يؤكد ذلك أنهم كلما وجهوا الفيل إلى جهة الكعبة كان يتحول عنه ويفر عنه، كأنه كان يقول : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عزمي حميد فلا أتركه (١) وهم ما كانوا يتركون تلك العزيمة الردية فدل ذلك على أن الفيل كان أحسن حالاً منهم.
السؤال السابع : أليس أن كفار قريش كانوا ملأوا الكعبة من الأوثان من قديم الدهر، ولا شك أن ذلك كان أقبح من تخريب جدران الكعبة، فلم سلط الله العذاب على من قصد التخريب، ولم يسلط العذاب على من ملأها من الأوثان ؟
والجواب : لأن وضع الأوثان فيها تعد على حق الله تعالى، وتخريبها تعد على حق الخلق، ونظيره قاطع الطريق، والباغي والقاتل يقتلون مع أنهم مسلمون، ولا يقتل الشيخ الكبير والأعمى وصاحب الصومعة والمرأة، وإن كانوا كفاراً، لأنه لا يتعدى ضررهم إلى الخلق.
السؤال الثامن : كيف القول في إعراب هذه الآية ؟ الجواب : قال الزجاج :﴿كيف﴾ في موضع نصب بفعل لا بقوله :﴿أَلَمْ تَرَ﴾ لأن كيف من حروف الاستفهام واعلم أنه تعالى ذكر.