ذكروا في السجيل وجوهاً أحدها : أن السجيل كأنه علم للديوان الذي كتب فيه عذاب الكفار، كما أن سجيناً علم لديوان أعمالهم، كأنه قيل : بحجارة من جملة العذاب المكتوب المدون، واشتقاقه من الإسجال، وهو الإرسال، ومنه السجل الدلو المملوء ماء، وإنما سمي ذلك الكتاب بهذا الاسم لأنه كتب فيه العذاب، والعذاب موصوف بالإرسال لقوله تعالى :﴿وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ﴾ [ الفيل : ٣ ] وقوله :﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطوفان﴾ [ الأعراف : ١٣٣ ] فقوله :﴿مّن سِجّيلٍ﴾ أي مما كتبه الله في ذلك الكتاب وثانيها : قال ابن عباس : سجيل معناه سنك وكل، يعني بعضه حجر وبعضه طين وثالثها : قال أبو عبيدة : السجيل الشديد ورابعها : السجيل اسم لسماء الدنيا وخامسها : السجيل حجارة من جهنم، فإن سجيل اسم من أسماء جهنم فأبدلت النون باللام.
فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥)
ففيه مسائل :
المسألة الأولى :
ذكروا في تفسير العصف وجوهاً ذكرناها في قوله :﴿والحب ذُو العصف﴾ [ الرحمن : ١٢ ] وذكروا ههنا وجوهاً : أحدها : أنه ورق الزرع الذي يبقى في الأرض بعد الحصاد وتعصفه الرياح فتأكله المواشي وثانيها : قال أبو مسلم : العصف التبن لقوله :﴿ذُو العصف والريحان﴾ [ الرحمن : ١٢ ] لأنه تعصف به الريح عند الذر فتفرقه عن الحب، وهو إذا كان مأكولاً فقد بطل ولا رجعة له ولا منعة فيه وثالثها : قال الفراء : هو أطراف الزرع قبل أن يدرك السنبل ورابعها : هو الحب الذي أكل لبه وبقي قشره.
المسألة الثانية :
ذكروا في تفسير المأكول وجوهاً أحدها : أنه الذي أكل، وعلى هذا الوجه ففيه احتمالان :


الصفحة التالية
Icon