اخْفره يا ربِّ وأنت محمودْ... وتوجه عبد المطلب وكان وسيماً جسيماً لا تأخذه العين إلى أبرهة، وسأله في إبله التي أخذت، فقال أبرهة : لقد كنت أعجبتني حين رأيتك وقد زهدت الآن فيك، قال : ولم؟ قال : جئت لأهدم بيتاً هو دينك ودين آبائك فلم تكلمني فيه، وكلمتني في مائتي بعير لك، فقال عبد المطلب : الإبل أنا ربها، وللبيت رب سيمنعه، فقال أبرهة : ما كان ليمنعه مني، فقال عبد المطلب : لقد طلبته تبّع وسيف بن ذي يزن وكسرى فلم يقدروا عليه، وأنت ذاك فرد عليه إبله، وخرج عبد المطلب وعاد إلى مكة، فأخبر قريشاً بالتحرز في الجبال، وأتى البيت وأخذ بحلقة الباب وجعل يقول :
لاهمّ إنّ العْبدَ يَمْ... نَعُ رحْلَهُ فامْنَع حَلالَكْ.
لا يَغْلبنّ صَليبُهم... ومحالُهم غَدْواً مِحالكْ.
إنْ كنتَ تاركَهم وقب... لَتَنا فأمْرٌ ما بدا لَكَ.


الصفحة التالية
Icon