﴿ إيلافهم رِحْلَةَ الشتاء والصيف ﴾ بدلٌ منَ الأولِ، ورحلةَ مفعولٌ لإيلافِهم وإفرادُهَا معَ أنَّ المرادَ رِحْلَتي الشتاءِ والصيفِ لأمنِ الإلباسِ، وَفي إطلاقِ الإيلافِ عنِ المفعولِ أولاً وإبدالُ هَذا منْهُ تفخيمٌ لأمرِهِ وتذكيرُ لعظيمِ النعمةِ فيهِ. وَقُرِىءَ ليألفَ قريشٌ إلَفهُمْ رحلةَ الشتاءِ والصيفِ، وقُرِىءَ رُحلةَ بالضمِّ وهيَ الجهةُ التي يُرحلُ إليَها ﴿ فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هذا البيت * الذى أَطْعَمَهُم ﴾ بسببِ تينكِ الرحلتينِ اللتينِ تمكُنوا فيهَما بواسطةِ كونِهم منْ جيرانِهِ ﴿ مِن جُوعٍ ﴾ شديدٍ كانُوا فيهِ قَبْلَهُما، وقيلَ : أريدَ بهِ القحطُ الذي أكلُوا فيهِ الجيفَ والعظامَ ﴿ وَءَامَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ﴾ عظيمٍ لاَ يُقَادرُ قدرُهُ وهُوَ خوفُ أصحابِ الفيلِ أوْ خوفُ التخطفِ في بلدِهم وَفي مسايرِهِم وقيلَ : خوفُ الجُذَامِ فلاَ يصيبُهمْ في بلدِهِم. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٩ صـ ﴾