لذلك امر سبحانه في هذه السورة عباده بعبوديته وانقياده فقال بعد التيمن بِسْمِ اللَّهِ المظهر للكل من كتم العدم الرَّحْمنِ على الكل بأنواع الكرم الرَّحِيمِ عليهم بالزام العبودية والذمم تعجبوا أيها المعتبرون
[الآيات ]
لِإِيلافِ قُرَيْشٍ أى ائتلافهم وتألفهم فيما بينهم واتفاقهم على ان ينصرفوا عن حوالى بيت اللّه حين
إِيلافِهِمْ واتفاقهم على الظعن والارتحال رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ يعنى يرتحلون في كل سنة مرتين مرة في الشتاء نحو اليمن ومرة في الصيف إلى الشام وما كان الباعث على ترحالهم الا فقد الزاد في مكة إذ هي بواد غير ذي زرع فيشق عليهم الأمر فيتجرون في كل سنة مرتين فكره اللّه منهم هذا وأمرهم بالعكوف والاقامة حول بيته بقوله
ْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ
وليعتكفوا في حواليه وليتوكلوا عليه ولا يتجروا إذ هو القادر المقتدر
الَّذِي أَطْعَمَهُمْ واشبعهم مِنْ جُوعٍ قد شملهم وأحاط بهم حتى أكلوا الجيف والعظام المحرقة وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ لحقهم من أعدائهم مرارا ببركة هذا البيت فلهم ان يسكنوا في حواليه متوكلين على ربهم وهو يكفى لهم مؤنة أرزاقهم أيصاً بحوله وقوته فيما سيأتى كما قد كفى لهم فيما مضى
خاتمة سورة قريش
عليك أيها المتوجه إلى اللّه المتوكل على كرمه وإحسانه ان تمتثل لجميع ما أمرك الحق عليه وتفوض أمورك كلها إليه وترضى بعموم ما جرى عليك من القضاء وتعتقد ان الأمر كله للّه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا يسأل عن فعله انه حكيم حميد. أ هـ ﴿الفواتح الإلهية حـ ٢ صـ ٥٣١ ـ ٥٣٢﴾


الصفحة التالية
Icon