حيث لم يقل بطونكم بالجمع لذلك وقول سيبويه : إن ذلك لا يجوز إلا في الضرورة فيه نظر وقال النقاش كانت لهم أربع رحل وتعقبه ابن عطية بأنه قول مردود وفي "البحر" لا ينبغي أن يرد فإن أصحاب الإيلاف كانوا أربعة إخوة وهم بنو عبد مناف هاشم كان يؤالف ملك الشام أخذ منه خيلاً فأمن به في تجارته إلى الشام وعبد شمس يؤالف إلى الحبشة والمطلب إلى اليمن ونوفل إلى فارس فكان هؤلاء يسمون المتجرين فيختلف تجر قريش بخيل هؤلاء الإخوة فلا يتعرض لهم قال الأزهري الإيلاف شبه الإجارة بالخفارة فإن كان كذلك جاز أن يكون لهم رحل أربع باعتبار هذه الأماكن التي كانت التجارة في خفارة هؤلاء الأربعة فيها فيكون رحلة هنا اسم جنس يصلح للواحد وللأكثر وفي هؤلاء الإخوة يقول الشاعر :
يا أيها الرجل المحول رحله...
هلا نزلت بآل عبد مناف الآخذون العهد من آفاقها
والراحلون لرحلة الإيلاف...
والرائشون وليس يوجد رائش
والقائلون هلم للأضياف...
والخالطون غنيهم بفقيرهم
حتى يصير فقيرهم كالكافي...


الصفحة التالية
Icon