وقال ملا حويش :
تفسير سورة قريش
عدد ٢٩ - ١٠٩
نزلت بمكة بعد سورة التين وهي أربع آيات، وسبع وعشرون كلمة، وثلاثة وسبعون حرفا، لا يوجد سورة مبدوءة أو مختومة بما بدئت وختمت به لا ناسخ ولا منسوخ فيها، وتسمى سورة الإيلاف ومثلها في عدد الآي الإخلاص.
مطلب في قريش ومن خصهم بالعهد :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قال تعالى :"لِإِيلافِ" أي عهد "قُرَيْشٍ ١" اسم لعشيرة الرسول صلّى اللّه عليه وسلم والعهد بالبداوة شبه الاجازة بالخفارة، وأول من أخذه منهم هاشم جد رسول اللّه محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم من ملك الشام كما سيأتي في الآية ٦٧ من سورة العنكبوت في ج ٢ واللام فيه للتعجيب أي أعجبوا أيها الناس بأهل مكة لهذا العهد الذي أخذته قريش بسبب سكناهم في الحرم الشريف وكيف صاروا به آمنين من كل أحد ببركة البيت الحرام وقد كثر خيرهم بسبب "إِيلافِهِمْ" وائتلافهم بصورة دائمة مطردة "رِحْلَةَ الشِّتاءِ" إلى اليمن "وَالصَّيْفِ ٢" إلى الشام ليختاروا منها ويتجروا آمنين في تنقلاتهم هذه والناس يتخطفون من حولهم، وإذا تعرض لهم من لا يعرفهم وقالوا نحن أهل حرم اللّه تركوهم واحترموهم، وهذه ميزة عظيمة خاصة لهم لم يتحف بها غيرهم فإذا كانوا بعد هذا لا يؤمنون باللّه الذي أنعم عليهم بالعقل والسمع والبصر فجدير بهم أن يؤمنوا لهذه النعمة فقط التي خصوا بها دون غيرهم، وإذا كان كذلك "فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي" بسبب وجودهم فيه "أَطْعَمَهُمْ" اللّه "مِنْ جُوعٍ ٣" وكانوا في غاية الشدة منه قبل هذا العهد "وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ٤" عظيم كانوا عليه قبله والتنكير في الكلمتين يدل على أنهم كانوا في حاجة ماسة للأمن والطعام لأنهم كانوا قبل نزولهم الحرم الشريف وقبل أخذ هذا العهد الممتاز يقاسون الأمرين


الصفحة التالية
Icon