ومعنى البدلية هو أن حالة بلادهم تقتضي أن يكون أهلها في جوع فإطعامُهم بدلٌ من الجوع الذي تقتضيه البلاد، وأن حالتهم في قلة العدد وكونهم أهل حضر وليسوا أهل بأس ولا فروسية ولا شكَّة سلاح تقتضي أن يكونوا معرضين لغارات القبائل فجعل الله لهم الأمن في الحرم عوضاً عن الخوف الذي تقتضيه قلتهم قال تعالى :﴿ أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم ﴾ [ العنكبوت : ٦٧ ].
وتنكير ﴿ جوع ﴾ و ﴿ خوف ﴾ للنوعية لا للتعظيم إذ لم يحلّ بهم جوع وخوف من قبلُ، قال مساور بن هند في هجاء بني أسد :
زعمتم أن إخوتَكم قريش...
لهم إِلْفٌ وليس لكم إِلاَف
أولئك أُومِنوا جُوعاً وخَوفاً...
وقد جاعت بنو أسد وخافوا. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٣٠ صـ ﴾