وأما قريش فهم بنو النضر بن كِنانة بن خزيمة بن مدرِكة بن إلياس بن مضر.
فكل من كان من ولد النضر فهو قرشيّ دون بني كِنانة ومن فوقه.
وربما قالوا : قُرَيْشِيّ، وهو القياس ؛ قال الشاعر :
بكل قُرَيْشِيّ عليه مَهابة...
فإن أردت بقريش الحيّ صرفته، وإن أردت به القبيلة لم تصرفه ؛ قال الشاعر :
وكَفَى قُرَيشَ المُعْضِلاتِ وسادَها...
والتقريش : الاكتساب، وتقرّشوا أي تجمعوا.
وقد كانوا متفرّقين في غير الحرم، فجمعهم قُصَيّ بن كلاب في الحرم، حتى اتخذوه مَسْكناً.
قال الشاعر :
أبونا قُصَيّ كان يُدْعَى مُجَمِّعاً...
به جمع الله القبائلَ من فِهرِ
وقد قيل : إن قريشاً بنو فِهر بن مالك بن النضر.
فكل من لم يلده فِهر فليس بقرشيّ والأوّل أصح وأثبت.
وقد روي عن النبيّ ﷺ أنه قال :" إنا ولد النضر بن كنانة لا نقفو أُمنا، ولا ننتفِي من أبِينا " وقال وائلة بن الأسْقَع : قال النبيّ ﷺ :" إن الله اصطفى كِنانة من ولد إسماعيل، واصطفى من بني كِنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم " صحيح ثابت، خرّجه البخاريّ ومسلم وغيرهما.
واختلِف في تسميتهم قريشاً على أقوال : أحدها : لتجمُّعهم بعد التفرق، والتقرش : التجمع والالتئام.
قال أبو جِلْدةَ اليَشْكُري :
إخوة قَرَّشُوا الذنوبَ علينا...
في حديثٍ مِن دهرهمْ وقديم
الثاني : لأنهم كانوا تِجاراً يأكلون من مكاسبهم.
والتَّقرُّش : التكسُّب.
وقد قَرَشَ يَقْرُشُ قَرْشاً : إذا كسب وجمع.
قال الفرّاء : وبه سميت قُريش.
الثالث : لأنهم كانوا يفتشون الحاج من ذي الخَلة، فيسدّون خَلته.
والقَرْش : التفتيش.
قال الشاعر :
أَيُّها الشامتُ المقرش عنا...
عند عمرو فهلْ له إبقاء


الصفحة التالية
Icon