وقال النخجواني :
[سورة الماعون ]
فاتحة سورة الماعون
لا يخفى على من انكشف له سرائر الدين القويم وحكم الاحكام الموردة في الشرع المستقيم ومصالح التكاليف الواردة من العليم الحكيم ان سر العبودية والتدين والانقياد إنما هو التأدب مع اللّه وحسن القيام على أداء حقوق ربوبيته ومقتضيات ألوهيته ولا شك ان من تقاصر فيه وتهاون عليه فقد انحرف عن جادة العدالة وانصرف عن طريق العبودية والتحق الويل والثبور من اللّه المنتقم الغيور كما أشار سبحانه في هذه السورة مستفهما على سبيل التعجب والاستبعاد فقال متيمنا بِسْمِ اللَّهِ الذي وضع الدين بين الأنام ليهديهم إلى دار السلام الرَّحْمنِ عليهم بانزال التكاليف والاحكام الرَّحِيمِ إليهم يوصلهم إلى أعلى المكانة وارفع المقام
[الآيات ]
أَرَأَيْتَ أى هل عرفت وأبصرت يا أكمل الرسل المعاند المكابر الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ أى بيوم الجزاء والحساب الموعود لتنقيد الأعمال والأفعال الجارية في نشأة الاختبار
فَذلِكَ المكذب المنكر هو الَّذِي يَدُعُّ ويدفع بالعنف المفرط الْيَتِيمَ الذي جاءه لينفق من ماله الذي قد كان عنده لكونه قيما وصيا له قيل هو الوليد بن المغيرة وقيل غيره
وَما ذلك الا من غاية بخله وخساسته وإمساكه المفرط لا يَحُضُّ ولا يحث أحدا عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ وإطعامه يعنى هو لا يطعم أحدا ولا يرضى أيصاً باطعام الغير إياه من شدة شحه وإمساكه هذا امارة تكذيبه وتكذيب أمثاله بالدين والجزاء بحسب الظاهر واما بحسب الباطن
فَوَيْلٌ عظيم وعذاب اليم لِلْمُصَلِّينَ المكذبين بيوم الجزاء المنكرين بمعالم الدين المستبين لأنهم هم