والسهو حقيقته : الذهول عن أمر سبق عِلمُه، وهو هنا مستعار للإِعراض والترك عن عمد استعارة تهكمية مثل قوله تعالى :﴿ وتنسون ما تشركون ﴾ [ الأنعام : ٤١ ] أي تعرضون عنهم، ومثله استعارة الغفلة للإعراض في قوله تعالى :﴿ بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ﴾ في سورة الأعراف ( ١٣٦ ) وقوله تعالى :﴿ والذين هم عن آياتنا غافلون ﴾ في سورة يونس ( ٧ )، وليس المقصود الوعيد على السهو الحقيقي عن الصلاة لأن حكم النسيان مرفوع على هذه الأمة، وذلك ينادي على أن وصفهم بالمصلين تهكم بهم بأنهم لا يصلون.
واعلم أنه إذا أراد الله إنزال شيء من القرآن ملحقاً بشيء قبله جعَل نظم الملحق مناسباً لما هو متصل به، فتكون الفاء للتفريع.
وهذه نكتة لم يسبق لنا إظهارها فعليك بملاحظتها في كل ما ثبت أنه نزل من القرآن ملحقاً بشيء نزل قبله منه. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٣٠ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon