وقال ملا حويش :
تفسير سورة الماعون
عدد ١٧ و١٠٧
نزلت بعد التكاثر في مكة وهي سبع آيات، الثلاث الأول نزلت في مكة في العاص بن وائل والأربع الأخر نزلت في المدينة في عبد اللّه بن أبي بن سلول، وتسمى سورة أرأيت، ويوجد في القرآن خمس سور مبدوءة بهمزة الاستفهام هذه والإنسان والغاشية والانشراح والفيل، ولا يوجد سورة بسبع آيات إلا هذه والفاتحة، وهي خمس وعشرون كلمة، ومائة وخمسة وعشرون حرفا، لا ناسخ ولا منسوخ فيها.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قال تعالى "أَ رَأَيْتَ" من رأي البصرية تنزيلا للمعقول منزلة المحسوس إشعارا بأن ذلك المعقول صار أمرا محققا لا شبهة فيه أي أأبصرت أيها العاقل هذا "الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ١" بعد ظهور دلائله ووضوح بيانه وقرىء أريت بلا همز بحمل الماضي على المضارع المطرد فيه حذف الهمزة "فَذلِكَ" المكذب الكافر هو الّذي "يَدُعُّ" يدفع بعنف وجفاء "الْيَتِيمَ ٢" عن حقه ويرده ردا قبيحا بزجرا وخشونة ليزيد في قهره "وَلا يَحُضُّ" مع ذلك الردع ولا يحث "عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ ٣" فضلا عن انه
لا يطعمه هو فلو كان هذا يؤمن بالحساب والجزاء لما فعل ذلك وانما نزلت هذه الآيات في العاص المذكور لاتصافه بهذه الأخلاق الذميمة.


الصفحة التالية
Icon