يا سائلي عن رسول اللّه كيف سها والسهو في كل قلب غافل لاهي
قد غاب عن كل شيء سوه فها عما سوى اللّه فالتعظيم للّه
وليعلم أن الخشوع من واجبات الصلاة وعدمة يفضي إلى التهاون بها فينبغي للمصلي أن يجتهد لاحضار قلبه فيها ويخطر فيه أنه واقف بين يدي اللّه عز وجل فجدير به أن يكون خاضعا خاشعا له حاصرا فكره فيما يقرأه فيها من كلام اللّه ليؤديها بوجه كامل ولئلا يدخل في قول القائل :
تصلي بلا قلب صلاة بمثلها يكون الفتى مستوجبا للعقوبة
أما تستحي من خالق الملك أن يرى صدودك عنه يا قليل المروءة
فعلى العاقل أن يعلم حين صلاته بين يدي من هو واقف، وليجتهد بإفراغ قلبه عما سوى اللّه، فيلازم الخشوع والخضوع والخوف ويتذكر وقوفه في موقف القيامة لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى اللّه بقلب سليم ولهذا البحث صلة في أول سورة المؤمنين في ج ٢، وليعلم أن اللّه لا يقبل عملا من قلب غافل لاه هذا، واللّه أعلم، وأستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. أ هـ ﴿بيان المعاني حـ ١ صـ ١٧٢ ـ ١٧٤﴾