وهو الشيء القليل ومنه ماله سعته ولا معنة أي كثير و ( لا ) قليل، وسميت الزكاة ماعوناً، لأنه يؤخذ من المال ربع العشر، فهو قليل من كثير، ويسمى ما يستعار في العرف كالفأس والشفرة ماعوناً، وعلى هذا التقدير يكون معنى الآية الزجر عن البخل بهذه الأشياء القليلة، فإن البخل بها يكون في نهاية الدناءة والركاكة، والمنافقون كانوا كذلك، لقوله تعالى :﴿الذين يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ الناس بالبخل﴾ [ النساء : ٣٧ ] وقال :﴿مَّنَّاعٍ لّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ﴾ [ القلم : ١٢ ] قال العلماء : ومن الفضائل أن يستكثر الرجل في منزله مما يحتاج إليه الجيران، فيعيرهم ذلك ولا يقتصر على الواجب والقول الثالث : قال الفراء : سمعت بعض العرب يقول : الماعون هو الماء وأنشدني فيه :
يمج بعيره الماعون مجاً.. ولعله خصه بذلك لأن أعز مفقود وأرخص موجود، وأول شيء يسأله أهل النار الماء، كما قال :﴿أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الماء﴾ [ الأعراف : ٥٠ ] وأول لذة يجدها أهل الجنة هو الماء، كما قال :﴿وسقاهم رَبُّهُمْ﴾ [ الإنسان : ٢١ ] القول الرابع : الماعون حسن الانقياد، يقال : رض بعيرك حتى يعطيك الماعون، أي حتى يعطيك الطاعة.