وقال السمرقندى
قوله تعالى :﴿ أَرَءيْتَ الذى يُكَذّبُ بالدين ﴾
قرأ الكسائي، ﴿ أَرَأَيْتَ ﴾ بغير ألف.
وقرأ نافع بالألف بغير همزة، والباقون بالألف والهمزة، ﴿ أَرَأَيْتَ ﴾.
وهذه كلها لغات العرب، واللغة المعروفة بالألف والهمزة، ومعناه ألا ترى يا محمد ﷺ هذا الكافر الذي يكذب بالدين يعني : بيوم القيامة.
وقال : معناه ما تقول يا محمد في هذا الكافر، الذي يكذب بيوم القيامة، فكيف يكون حاله يوم القيامة.
وقال قتادة : نزلت في وهب بن عايل، وقال جعدة بن هبيرة : نزلت في العاص بن وائل، ويقال : هذا تهديد لجميع الكفار.
ثم قال عز وجل :﴿ فَذَلِكَ الذى يَدُعُّ اليتيم ﴾ يعني : يدفع اليتيم عن حقه، ويقال : يمنع اليتيم حقه ويظلمه ﴿ وَلاَ يَحُضُّ على طَعَامِ المسكين ﴾ يعني : لا يحث على طعام المسكين، ويقال : لا يطعم المسكين.
ثم قال عز وجل :﴿ فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ ﴾ يعني : للمنافقين ﴿ الذين هُمْ عَن صلاتهم سَاهُونَ ﴾ يعني : لاهين عنها حتى يذهب وقتها.
﴿ الذين هُمْ ﴾ الناس بالصلاة، ولا يريدون بها وجه الله تعالى، حتى إذا رأوا الناس صلوا، وإذا لم يروا الناس لم يصلوا.
قوله تعالى :﴿ يُرَاءونَ وَيَمْنَعُونَ الماعون ﴾ قال مقاتل : يمنعون الزكاة، والماعون بلغة الحبش المال.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : يراؤون بصلاتهم، ويمنعون الزكاة.
ويقال : الماعون يعني : المعروف كله، الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم.
وعن أبي عبيد قال : سألت عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه عن الماعون، قال : الماعون ما يتعاطاه الناس فيما بينهم، مثل الفأس والقدوم والقدر والدلو ونحو ذلك.
وروى وكيع، عن سالم بن عبد الله.
قال : سمعت عكرمة يقول : الماعون : الفأس، والقدوم، والقدر، والدلو.
قلت : من منع هذا فله الويل.
قال من راءى بصلاة وسها عنها، ومنع هذا فله الويل.