وقال الخازن :
قوله عزّ وجلّ :﴿ أرأيت الذي يكذب بالدين ﴾
قيل نزل في العاص بن وائل السّهمي، وقيل في الوليد بن المغيرة، وقيل في عمرو بن عائذ المخزومي، وفي رواية عن ابن عباس أنها في رجل من المنافقين، ومعنى الآية هل عرفت الذي يكذب بيوم الجزاء، والحساب، فإن لم تعرفه.
﴿ فذلك الذي يدع اليتيم ﴾ ولفظ أرأيت استفهام، والمراد به المبالغة في التّعجب من حال هذا المكذب بالدّين وهو خطاب للنبي ( ﷺ )، وقيل هو خطاب لكل واحد، والمعنى أرأيت يا أيها الإنسان أو يا أيّها العاقل هذا الذي يكذب بالدين بعد ظهور دلائله، ووضوح بيانه، فكيف يليق به ذلك الذي يدع اليتيم، أي يقهره، ويدفعه عن حقه، والدع الدفع بعنف، وجفوة، والمعنى أنه يدفعه عن حقه، وماله بالظلم، وقيل يترك المواساة له وإن لم تكن المواساة واجبة، وقيل يزجره، ويضربه، ويستخف به، وقرىء يدعو بالتخفيف، أي يدعوه ليستخدمه قهراً واستطالة.
﴿ ولا يحض على طعام المسكين ﴾ أي لا يطعمه ولا يأمر بإطعامه لأنه يكذب بالجزاء، وهذا غاية البخل، لأنه يبخل بماله وبمال غيره بالإطعام.
قوله تعالى :﴿ فويل للمصلين ﴾ يعني المنافقين، ثم نعتهم فقال تعالى :﴿ الذين هم عن صلاتهم ساهون ﴾ روى البغوي بسنده عن سعد قال " سئل رسول الله ( ﷺ ) عن الذين هم عن صلاتهم ساهون قال إضاعة الوقت " وقال ابن عباس : هم المنافقون يتركون الصلاة إذا غابوا عن الناس.