وقال الفراء :
سورة ( الكوثر )
﴿ إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾
قوله عز وجل :﴿إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ...﴾.
قال ابن عباس : هو الخير الكثير. ومنه القرآن.
[حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال] حدثنا الفراء قال : وحدثنى مندل بن على العنزى بإسناد رفعه إلى عائشة قال :"الكوثر" نهر فى الجنة. فمن أحب أن يسمع صوته فليدخل أصبعيه فى أذنيه.
﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾
وقوله عز وجل :﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ...﴾.
يقال : فصل لربك يوم العيد، ثم انحر.
[حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال] حدثنا الفراء قال : وحدثنى قيس عن يزيد بن يزيد ابن جابر عن رجل عن على قال فيها : النحر أخذك شمالك بيمينك فى الصلاة، وقال :﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ استقبل القبلة بنحرك، وسمعت بعض العرب يقول : منازلنا تتناحر هذا بنحر هذا أى : قبالته. وأنشدنى بعض بنى أسد :
أبا حَكَم ها أنت عَمُّ مُجالِدٍ * وسيِّدُ أهلِ الأَبْطَحِ المتناحرِ
فهذا من ذلك ينحر بعضه بعضا.
﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ﴾
وقوله عز وجل :﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ...﴾.
كانوا يقولون : الرجل إذا لم يكن له ولد ذكر ـ أبتر ـ [/ب] أى : يموت فلا يكون له ذِكر. فقالها بعض قريش للنبى ﷺ، فقال الله تبارك وتعالى :﴿إِنَّ شَانِئَكَ﴾ مبغضك، وعدوّك هو الأبتر الذى لا ذكر له بعمل خير، وأما أنت فقد جعلت ذكرك مع ذكرى، فذلك قوله :﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾. أ هـ ﴿معانى القرآن / للفراء حـ ٣ صـ ٢٩٥ ـ ٢٩٦﴾


الصفحة التالية
Icon