﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانحر ﴾ فيه خمسة أقوال : الأول أنه أمره بالصلاة على الاطلاق وينحر الهدي والضحايا، الثاني أنه ﷺ كان يضحي قبل صلاة العيد فأمره أن يصلي ثم ينحر، فالمقصود على هذا تأخير نحر الأضاحي عن الصلاة الثالث أن الكفار يصلون مكاء وتصدية وينحرون للأصنام فقال الله لنبيه ﷺ : صل لربك وحده وانحر له، أي ولجهه لا لغيره، فهو على هذا أمر بالتوحيد والإخلاص. الرابع أن معنى انحر ضع يدك اليمنى على اليسى عند صدرك في الصلاة فهو على هذا من النحر وهو الصدر. الخامس أن معاه ارفع يديك عند نحرك في افتتاح الصلاة ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبتر ﴾ الشانئ هو المبغض، وهو الشنآن بمعنى العداوة، نزلت هذه الآية في العاصي بن وائل، وقيل : في أبو جهل على وجه الرد عليه إذ قال : إن محمداً أبتر أي لا ولد له ذكر، فإذا مات استرحنا منه وانقطع أمره بموته، فأخبر الله أن هذا الكافر هو الأبتر وإن كان له أولاد لأنه مبتور من رحمة الله أي مقطوع عنها، ولأنه لا يذكر إذا ذكر إلا باللعنة بخلاف النبي ﷺ فإن ذكره خالد إلى آخر الدهر، مرفوع على المنابر والصوامع مقرون بذكر الله والمؤمنون من زمانه إلى يوم القيامة أتباعه فهو كوالدهم. أ هـ ﴿التسهيل حـ ٤ صـ ٢٢٠﴾


الصفحة التالية
Icon