وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ "أنا فرطكم على الحوض، وليرفعن إلىّ رجال منكم حتى إذا أهويت إليهم لأناولهم اختلجوا دوني، فأقول : إي : رب أصحابي، فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك". وعن ثوبان أنّ رسول الله ﷺ سئل عن عرضه فقال :"من مقامي إلى عمان" وسئل عن شرابه فقال :"أشدّ بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من ورق". و عن أبي هريرة أنّ رسول الله ﷺ قال :"يرد عليّ يوم القيامة رهطان من أصحابي"، أو قال :"من أمتي فيجلون عن الحوض فأقول : أي : رب أصحابي، فيقول إنه لا علم لك بما أحدثوا بعدك كإنهم ارتدّوا على ادبارهم القهقرى".
ولمسلم أنّ رسول الله ﷺ قال :"ترد عليّ أمّتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله، قالوا : يا نبيّ الله تعرفنا قال : نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون عليّ غرّاً محجلين من آثار الوضوء، وليصدنّ عني طائفة منكم فلا يصلون، فأقول : يا رب هؤلاء أصحابي فيجيبني فيقول : وهل تدري ما أحدثوا بعدك". وأحاديث الحوض كثيرة، وفيما ذكرناه كفاية لأولي الألباب فنسأل الله تعالى أن يروينا منه نحن وأحبابنا، ويدخلنا وإياهم الجنة بغير حساب.
قال القاضي عياض : أحاديث الحوض صحيحة، والإيمان به فرض، والتصديق به من الإيمان. وقال ابن عادل : وهو على ظاهره عند أهل السنة والجماعة لا يتأوّل ولا يختلف فيه، وحديثه متواتر النقل رواه خلائق من الصحابة اه. وقيل : الكوثر القرآن العظيم، وقيل :: هو النبوّة والكتاب والحكمة وقيل : هو كثرة أتباعه.


الصفحة التالية
Icon