إن مقاييس الله غير مقاييس البشر. ولكن البشر ينخدعون ويغترون فيحسبون مقاييسهم هي التي تقرر حقائق الأمور ! وأمامنا هذا المثل الناطق الخالد.. فأين الذين كانوا يقولون عن محمد ( ﷺ ) قولتهم اللئيمة، وينالون بها من قلوب الجماهير، ويحسبون حينئذ أنهم قد قضوا على محمد وقطعوا عليه الطريق ؟ أين هم ؟ وأين ذكراهم، وأين آثارهم ؟ إلى جوار الكوثر من كل شيء، ذلك الذي أوتيه من كانوا يقولون عنه : الأبتر ؟!
إن الدعوة إلى الله والحق والخير لا يمكن أن تكون بتراء ولا أن يكون صاحبها أبتر، وكيف وهي موصولة بالله الحي الباقي الأزلي الخالد ؟ إنما يبتر الكفر والباطل والشر ويبتر أهله، مهما بدا في لحظة من اللحظات أنه طويل الأجل ممتد الجذور..
وصدق الله العظيم. وكذب الكائدون الماكرون.. أ هـ ﴿الظلال حـ ٦ صـ ٣٩٨٧ ـ ٣٩٨٩﴾


الصفحة التالية
Icon