وبعدها سورة البينة : جعل أمته خير البرية، ومنحهم رضاه عنهم، وأرضاهم عنه.
وبعدها سورة الزلزلة : حفظ لهم أعمالهم، فلم يضيع عليهم مثقال الذرة من الخير.
وفي سورة العاديات : أكبر عمل الجهاد، فأقسم بالعاديات في سبيل الله، والنصر على الأعداء.
وفي سورة التكاثر : تربيتهم على نعمه ليشكروا، فيزيدهم من فضله.
وفي سورة العصر : جعل أمته خير أمة أخرجت للناس، تؤمن بالله وتعمل الصالحات وتتواصى بالحق وتدعو إليه، وتتواصى بالصبر، وتصبر عليه.
وبعدها في سورة قريش : أكرم الله قومه، فآمنهم وأعطاهم رحلتيهم.
وفي السورة التي قبلها مباشرة، وهي سورة الماعون : يمكن عمل مقارنة تامة أولاً.
وفي الجملة، لئن كان المنافقون يمنعون الماعون، فقد أعطيناك الخير الكثير، ثانياً.
وعلى التفصيل ففي الأولى، وصف المنافقين والمكذبين بدع اليتيم، وفي الضحى قد بين له حق اليتيم ﴿ فَأَمَّا اليتيم فَلاَ تَقْهَرْ ﴾ [ الضحى : ٩ ]، فكان هو خير موكل، وخير كافل، ووصفهم هنا بأنهم لا يحضون على طعام المسكين.
وقد أوضح له في الضحى، ﴿ وَأَمَّا السآئل فَلاَ تَنْهَرْ ﴾ [ الضحى : ١٠ ]، فكان يؤثر السائل على نفسه، وهؤلاء ساهون عن صلاتهم يراءون بأعمالهم.
وفي هذه السورة ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ ﴾ [ الكوثر : ٢ ]، أداء الصلاة وخالصة لربه، وإطعام المسكين بنحر الهدى والضحية والصدقة، وكل ذلك خير كثير، يضاف إلى ما جاءت به السنة، كما في حديث :" أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر، وأعطيت الشفاعة، وكحلّت لي الغنائم، ولم تكن تحل لأحد قبلي. وكان النَّبي يبعث لقومه خاصة، فبعث للناس كافة، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل أدركته الصلاة فليصل ".
وقوله :" رفع لي عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه ".


الصفحة التالية
Icon