وَرُوِيَ فِي صفته يَعْنِي الْكَوْثَر أَحْلَى من الْعَسَل وَأَشد بَيَاضًا من اللَّبن وأبرد من الثَّلج وألين من الزّبد حافتاه الزبرجد وَأَوَانيهِ من فضَّة عدد نُجُوم السَّمَاء
وَرُوِيَ لَا يظمأ من شرب مِنْهُ أبدا أول وَارِد بِهِ فُقَرَاء الْمُهَاجِرين الدنس الثِّيَاب الشعث الرُّءُوس الَّذين لَا يَتَزَوَّجُونَ الْمُنَعَّمَاتِ وَلَا يفتح لَهُم أَبْوَاب السدد يَمُوت أحدهم وَحَاجته تتلجلج فِي صَدره لَو أقسم عَلَى الله لَأَبَره
قلت الأول رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْإِيمَان بِنَقص يسير من حَدِيث أبي بَرزَة قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول حَوْضِي مَا بَين أَيْلَة إِلَى صنعاء عرضه كَطُولِهِ فِيهِ مِيزَابَانِ يصبَّانِ من الْجنَّة أَحْلَى من الْعَسَل وأبرد من الثَّلج وَأَشد بَيَاضًا من اللَّبن والين من الزّبد فِيهِ أَبَارِيق عدد نُجُوم السَّمَاء من شرب مِنْهُ لم يظمأ حَتَّى يدْخل الْجنَّة انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدِيث الْإِسْرَاء حَدثنَا سُلَيْمَان بن احْمَد وَهُوَ الطَّبَرَانِيّ ثَنَا عبد الله بن احْمَد بن أسيد الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عِيسَى بن يزِيد السَّعْدِيّ ثَنَا سُلَيْمَان بن عمر بن سيار التَّيْمِيّ ثني أبي ثَنَا شُعَيْب بن رزين
ثَنَا عمر بن سُلَيْمَان عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لما أسرِي بِي إِلَى السَّمَوَات رَأَيْت فِيهَا أَعَاجِيب... فَذكره طَويلا نَحْو عشر وَرَقَات وَفِيه ثمَّ نظرت فَإِذا نهر يجْرِي من أصل شَجَرَة مَاؤُهَا أَشد بَيَاضًا من اللَّبن وَأَحْلَى من الْعَسَل وَمَجْرَاهُ عَلَى رَضْرَاض در وَيَاقُوت وحافتها زبرجد وَذكر فِيهِ أَشْيَاء اثر الْوَضع عَلَيْهَا