فصل فى التفسير الموضوعى للسورة كاملة


قال الشيخ محمد الغزالى :
سورة الكوثر
عندما أتلو سورة الكوثر التى لا تزيد عن سطر واحد أشعر كأنها تهنئة سريعة ببشرى حسنة. المعروف أن أبناء النبى ﷺ ماتوا، ولم يبق له إلا الإناث. وفى الجاهلية تعد هذه الحال نكبة، لأن الرجل فقد من ينتسب إليه ويطيل ذكره، وقد يسميه السفهاء الأبتر! وقد نزلت هذه السورة تؤكد أن الله أوسع العطاء لنبيه. فمن مثله فى الناس؟ أنزل على قلبه القرآن، واصطفاه رسولا للعالمين، وألهج أهل الأرض والسماء بذكره والثناء عليه. وما أحسب ساعة تمر من الزمان إلا وصلاة تنبعث من ملك أو بشر تضاعف أجره وترفع ذكره. إن محمدا أسعد مخلوقات الله بفضل الله وإكرامه. إنه سيد ولد آدم، وإمام الأولين والآخرين. " إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر ". التحقيق أن المقصود صلاة العيد. تذبح الأضاحى بعد الصلاة، وتقسم على الفقراء. والتضحية كما تكون بالغنم تكون بالبدن. ثم يقول الله لنبيه :" إن شانئك هو الأبتر ". إن كارهك هو المقطوع الذكر الممحو الأثر. أما أنت، فإن الملائكة الحافين بالعرش يسبحون بحمد ربهم، يشاركونك وأنت تهتف بأمجاد الله وتثنى على آلائه. إن الله يلهمك محامد ما ينطق بها غيرك، لفرط حفاوته بعبوديتك له وجهادك فى سبيله. أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٥٤٤﴾


الصفحة التالية
Icon