وقال الثعلبى :
سورة الكوثر
﴿ إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الكوثر ﴾
قال ابن عباس : نزلت هذه السورة في العاص بن وائل ابن هشام بن سعيد بن سهم أنه رأى رسول الله ﷺ يخرج من المسجد وهو يدخل فالتقيا عند باب بني سهم وتحدّثا وأناس من صناديد قريش في المسجد جلوس، فلما دخل العاص قالوا له : من الذي كنت تحدث؟ قال : ذاك الأبتر، يعني النبي ﷺ وكان قد توفى قبل ذلك عبد الله ابن رسول الله ﷺ وكان من خديجة، وكانوا يسمّون من ليس له ابن أبتر، فسمّته قريش عند موت إبنه أبتر وصنبوراً فأنزل الله سبحانه ﴿ إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الكوثر ﴾.
قراءة العامة بالعين، وقرأ الحسن وطلحة بن مصرف ( أنطيناك ) بالنون، وروى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرناه أبو محمد إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن علي المطوعي بقرأتي عليه قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار الأصفهاني قال : أخبرنا أبو المثنى معادين المثنى بن معاد ابن نصر العبيدي قال : حدّثنا عمرو بن المحرّم أبو قتادة البصري قال : حدّثنا عبد الوارث بن عمرو عن الحسن عن أمّه عن أم سلمة أن النبي ﷺ قرأ : إنّا أنطيناك الكوثر.
والكوثر فوعل من الكثرة كنوفل من النفل وحوقر من الحقر، والعرب يسمي كل شيء كثير في العدد أو كثير في المقدار الخطر : كوثراً. قال سفيان بن عيينة : قيل لعجوز رجع ابنها من السفر بم آب أبنك؟ قالت آب بكوثر، يعني بمال كثير.