وقيل : إنه أراد الصفة كأنه قال : لا أعبد الباطل، ولا تعبدون الحق.
وقيل : إن "ما" في المواضع الأربعة هي : المصدرية لا الموصولة، أي : لا أعبد عبادتكم، ولا أنتم عابدون عبادتي إلخ، وجملة :﴿ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ مستأنفة ؛ لتقرير قوله :﴿ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ وقوله :﴿ وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ﴾.
كما أن قوله :﴿ وَلِىَ دِينِ ﴾ تقرير لقوله :﴿ وَلاَ أَنتُمْ عابدون مَا أَعْبُدُ ﴾ في الموضعين، أي : إن رضيتم بدينكم، فقد رضيت بديني، كما في قوله :﴿ لَنَا أعمالنا وَلَكُمْ أعمالكم ﴾ [ الشورى : ١٥ ] والمعنى : أن دينكم الذي هو الإشراك مقصور على الحصول لكم لا يتجاوزه إلى الحصول لي، كما تطمعون.
وديني الذي هو التوحيد مقصور على الحصول لي لا يتجاوزه إلى الحصول لكم.
وقيل المعنى : لكم جزاؤكم ولي جزائي ؛ لأن الدين الجزاء.
قيل : وهذه الآية منسوخة بآية السيف.
وقيل : ليست بمنسوخة ؛ لأنها أخبار، والأخبار لا يدخلها النسخ.
قرأ الجمهور بإسكان الياء من قوله :﴿ ولي ﴾ وقرأ نافع، وهشام، وحفص، والبزي بفتحها.
وقرأ الجمهور أيضاً بحذف الياء من ديني وقفاً ووصلاً، وأثبتها نصر بن عاصم، وسلام، ويعقوب، وصلاً ووقفاً.
قالوا : لأنها اسم، فلا تحذف.
ويجاب بأن حذفها لرعاية الفواصل سائغ، وإن كانت اسماً.


الصفحة التالية
Icon