وقال الشيخ سيد قطب :
سورة الكافرون
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (٢) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٣) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (٤)
لم يكن العرب يجحدون الله ولكن كانوا لا يعرفونه بحقيقته التي وصف بها نفسه. أحد. صمد. فكانوا يشركون به ولا يقدرونه حق قدره، ولا يعبدونه حق عبادته. كانوا يشركون به هذه الأصنام التي يرمزون بها إلى أسلافهم من الصالحين أو العظماء. أو يرمزون بها إلى الملائكة.. وكانوا يزعمون أن الملائكة بنات الله، وأن بينه - سبحانه - وبين الجنة نسبا، أو ينسون هذا الرمز ويعبدون هذه الآلهة، وفي هذه الحالة أو تلك كانوا يتخذونها لتقربهم من الله كما حكى عنهم القرآن الكريم في سورة الزمر قولهم :(ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)..
ولقد حكى القرآن عنهم أنهم كانوا يعترفون بخلق الله للسماوات والأرض، وتسخيره للشمس والقمر، وإنزاله الماء من السماء كالذي جاء في سورة العنكبوت :(ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله).. (ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله).. وفي إيمانهم كانوا يقولون : والله. وتالله. وفي دعائهم كانوا يقولون : اللهم.. الخ.


الصفحة التالية
Icon