من لطائف الإمام القشيرى فى السورة الكريمة
قال عليه الرحمة :
سورة الكافرون
قوله جل ذكره :( بسم الله الرحمن الرحيم )
" بسم الله " كلمة من آمن بها أمن من زوال النعمى، وحظي بنعيم الدنيا والعقبى وسعد سعادة لا يشقى، ووجد ملكا لا يفنى، وبقي في العز والعلى
قوله جلّ ذكره :﴿ قُلْ يا أيها الكَافِرُونَ لآَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾.
من أصنامكم.
﴿ َوَلآَ أنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ ﴾.
" ما " أعبد أي " من " أعبد.
﴿ وَلاَ َأنَاْ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ﴾.
في زمانكم.
﴿ وَلآَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ ﴾.
كَرَّرَ اللفظ على جهة التأكيد.
﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ ﴾.
أي : لكم جزاؤكم على دينكم، ولي الجزاءُ على ديني.
والعبودية القيام بأمره على الوجه الذي به أمَرَ، وبالقَدْر الذي به أمَرَ، وفي الوقت الذي فيه أمَر.
ويقال : صِدْقُ العبودية في تَرْكِ الاختيار، ويظهر ذلك في السكون تحت تصاريف الأقدار من غير انكسار.
ويقال : العبودية انتفاء الكراهية بكلِّ وجهٍ من القلب كيفما صَرَّفَك مولاك. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ٣ صـ ٧٧٧ ـ ٧٧٨﴾