" فصل "
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى.. قل يا أيها الكافرون )
السّورة مكِّيّة.
آياتها ستّ بالإِجماع.
وكلماتها ثمانٍ وعشرون.
وحروفها أَربع وتسعون.
فواصل آياتها على النّون.
سمّيت سورة (الكافرون)، لمفتتحها، وسورة الدّين، لقوله :﴿وَلِيَ دِينِ﴾.
والمقشقشة.
قال أَبو عبيدة : سورتان من القرآن يقال لهما المقشقِشتان :﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ و ﴿قُلْ ياأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ تقشقشان الذنوب كما يقشقش الهناءُ الجَرَب.
معظم مقصود السّورة : يأْس الكافرين من موافقة النبىّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالإِسلام والأَعمال، فى الماضى، والمستقبل، والحال، وبيان أَن كلّ أَحد مأْخوذ بمالَه عليه إِقبال، وعليه اشتغال.
المنسوخ منها ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ م آية السّيف ن.
من المتشابهات :
قوله :﴿لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾ فى تكراره أَقوال خمسة، ومعانٍ كثيرة، ذكرِت فى التفاسير.
وقال محمود بن حَمزة الكرمانىّ : هذا التكرار اختصار وإِيجاز، هو إِعجاز، لأَنه نفى عن نبيّه عبادة الأَصنام فى الماضى، والحال، والاستقبال، ونفى عن الكفار المذكورين عبادة الله فى الأَزمنة الثلاثة أَيضاً.
فاقتضى القياس تكرار هذه اللفظة ستَّ مرّات فذكر لفظ الحال، لأَنَّ الحال هو الزَّمان الموجود.
واسم الفاعل واقع موقع الحال، وهو صالح للأَزمنة.
واقتصر من الماضى على المسند إِليهم، فقال :﴿وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ﴾ ولأَنَّ اسم الفاعل بمعنى الماضى فعل على مذهب الكوفيّين.
فاقتصر من المستقبل على المسند إِليه فقال :﴿وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ﴾ وكان اسم الفاعلين بمعنى المستقبل.
وهذا معجزة للقرآن وبرهان.
فضل السّورة
فيه أَحاديث : مَنْ قرأَها فكأَنَّما قرأَ ربع القرآن، وتباعدت منه مَرَدة الشَّياطين، وبرئ من الشرك وتعافى من الفزع الأَكبر.