" فصل "
قال السيوطى :
سورة النصر
أقول : وجه اتصالها بما قبلها : أنه قال في آخر ما قبلها :(ولي دين) فكان فيه إشعار بأنه خلص له دينه، وسلم من شوائب الكفار والمخالفين، فعقب ببيان وقت ذلك، وهو مجئ الفتح والنصر، فإن الناس حين دخلوا في دين الله أفواجاً، فقدتم الأمر، وذهب الكفر، وخلص دين الإسلام ممن كان يناوئه، ولذلك كانت السورة إشارة إلى وفاته ﷺ وقال الإمام فخر الدين : كأنه تعالى يقول : لما أمرتك في السورة المتقدمة بمجاهدة جميع الكفار، بالتبرى منهم، وإبطال دينهم، جزيتك على ذلك بالنصر والفتح، وتكثير الأتباع
قال : ووجه آخر، وهو : أنه لما أعطاه الكوثر، وهو : الخير الكثير، ناسب تحميله مشقاته وتكاليفه، فعقبها بمجاهدة الكفار، والتبرى منهم فلما امتثل ذلك أعقبه بالبشارة بالنصر والفتح، وإقبال الناس أفواجاً إلى دينه، وأشار إلى دنو أجله، فإنه ليس بعد الكمال إلا الزوال
توقع زوالا إذا قيل تم. أ هـ ﴿أسرار ترتيب القرآن صـ ١٥٩﴾