: ألم يأن أن تسلم وتوحد ؟ فقال : أظن أنه واحد، ولو كان ههنا غير الله لنصرنا، فقال : ألم يأن أن تعرف أني رسوله ؟ فقال : إن لي شكاً في ذلك، فقال العباس : أسلم قبل أن يقتلك عمر، فقال : وماذا أصنع بالعزى، فقال عمر : لولا أنك بين يدي رسول الله لضربت عنقك، فقال : يا محمد أليس الأولى أن تترك هؤلاء الأوباش وتصالح قومك وعشيرتك، فسكان مكة عشيرتك وأقارب، و ( لا ) تعرضهم للشن والغارة، فقال عليه السلام : هؤلاء نصروني وأعانوني وذبوا عن حريمي، وأهل مكة أخرجوني وظلموني، فإن هم أسروا فبسوء صنيعهم، وأمر العباس بأن يذهب به ويوقفه على المرصاد ليطالع العسكر، فكانت الكتيبة تمر عليه، فيقول من هذا ؟ فيقول العباس هو فلان من أمراء الجند إلى أن جاءت الكتيبة الخضراء التي لا يرى منها إلا الحدق، فسأل عنهم، فقال العباس : هذا رسول الله، فقال : لقد أوتي ابن أخيك ملكاً عظيماً، فقال العباس : هو النبوة، فقال هيهات النبوة، ثم تقدم ودخل مكة، وقال : إن محمداً جاء بعسكر لا يطيقه أحد، فصاحت هند وقالت : اقتلوا هذا المبشر، وأخذت بلحيته فصاح الرجل ودفعها عن نفسه، ولما سمع أبو سفيان أذان القوم للفجر، وكانوا عشرة آلاف فزع لذلك فزعاً شديداً وسأل العباس، فأخبره بأمر الصلاة، ودخل رسول الله مكة على راحلته ولحيته على قربوس سرجه كالساجد تواضعاً وشكراً، ثم التمس أبو سفيان الأمان، فقال : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فقال : ومن تسع داري، فقال : ومن دخل المسجد فهو آمن فقال : ومن يسع المسجد ؟ فقال : من ألقى سلاحه فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ثم وقف رسول الله ﷺ على باب المسجد، وقال : لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، ثم قال : يا أهل مكة ما ترون إني فاعل بكم، فقالوا : خير أخ كريم وابن أخ كريم، فقال : اذهبوا فأنتم الطلقاء فأعتقهم، فلذلك سمي أهل مكة