وقرأ أيضاً : حمالة للحطب، بالتنوين في حمالة، وبلام الجر في الحطب.
وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق : سيصلى بضم الياء وسكون الصاد ؛ وأبو قلابة : حاملة الحطب على وزن فاعلة مضافاً، واختلس حركة الهاء في وامرأته أبو عمرو في رواية ؛ والحسن وزيد بن علي والأعرج وأبو حيوة وابن أبي عبلة وابن محيصن وعاصم : حمالة بالنصب.
وقرأ الجمهور :﴿ سيصلى ﴾ بفتح الياء وسكون الصاد، ﴿ وامرأته ﴾ على التكبير، ﴿ حمالة ﴾ على وزن فعالة للمبالغة مضافاً إلى الحطب مرفوعاً، والسين للاستقبال وإن تراخى الزمان، وهو وعيد كائن إنجازه لا محالة.
وارتفع ﴿ وامرأته ﴾ عطفاً على الضمير المستكن في ﴿ سيصلى ﴾، وحسنه وجود الفصل بالمفعول وصفته، ﴿ وحمالة ﴾ في قراءة الجمهور خبر مبتدأ محذوف، أو صفة لامرأته، لأنه مثال ماض فيعرف بالإضافة، وفعال أحد الأمثلة الستة وحكمها كاسم الفاعل.
وفي قراءة النصب، انتصب على الذم.
وأجازوا في قراءة الرفع أن يكون ﴿ وامرأته ﴾ مبتدأ، وحمالة، واسمها أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان، وكانت عوراء.
والظاهر أنها كانت تحمل الحطب، أي ما فيه شوك، لتؤذي بإلقائه في طريق الرسول ( ﷺ ) وأصحابه لتعقرهم، فذمت بذلك وسميت حمالة الحطب، قاله ابن عباس.
فحمالة معرفة، فإن كان صار لقباً لها جاز فيه حالة الرفع أن يكون عطف بيان، وأن يكون بدلاً.
قيل : وكانت تحمل حزمة من الشوك والحسك والسعدان فتنشرها بالليل في طريق رسول الله ( ﷺ ).
وقال ابن عباس أيضاً ومجاهد وقتادة والسدي : كانت تمشي بالنميمة، ويقال للمشاء بها : يحمل الحطب بين الناس، أي يوقد بينهم النائرة ويورث الشر.
قال الشاعر :
من البيض لم يصطد على ظهر لامه...
ولم تمش بين الحي بالحطب الرطب
جعله رطباً ليدل على التدخين الذي هو زيادة في الشر.
وقال الراجز :
إن بني الأرزم حمالو الحطب...
هم الوشاة في الرضا وفي الغضب


الصفحة التالية
Icon