ليست بأنياب ولا حقائق
أي في عنقها حبل مما مسد من الحبال والمراد تصويرها بصور الحطابة التي تحمل الحزمة وتربطها في جيدها تخسيساً لحالها وتحقيراً لها لتمتعض من ذلك ويمتعض بعلها إذا كانا في بيت العز والشرف وفي منصب الثروة والجدة ولقد عير بعض الناس الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب بحاله الحطب فقال :
ما ذا أردت إلى شتمى ومنقصتي...
أم ما تعير من حمالة الحطب
غراء شادخة في المجد غرتها...
كانت سليلة شيخ ثاقب الحسب
وقد أغضبها ذلك فيروى أنها لما سمعت السورة أتت أبا بكر رضي الله تعالى عنه وهو مع رسول الله ﷺ في المسجد وبيدها فهر، فقالت بلغني أن صاحبك هجاني ولا فعلن وأفعلن وان كان شاعراً فإنا مثله أقول :
مذمما أبينا ورينه...
قلينا وأمره عصينا
وأعمى الله تعالى بصرها عن رسول الله ﷺ فروي أن أبا بكر قال لها هل ترى معي أحداً فقالت أتهزأ بي لا أرى غيرك فسكت أبو بكر ومضت وهي تقول قريش تعلم أني بنت سيدها فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام لقد حجبني عنها ملائكة فما رأتني وكفى الله تعالى شرها وقيل إن ذلك ترشيح للمجاز بناء على اعتباره في


الصفحة التالية
Icon