قرأ الجمهور :( حمالة ) بالرفع على الخبرية على أنها جملة مسوقة للإخبار بأن امرأة أبي لهب حمالة الحطب، وأما على ما قدّمنا من عطف، ﴿ وامرأته ﴾ على الضمير في ﴿ تصلى ﴾، فيكون رفع حمالة على النعت لامرأته، والإضافة حقيقية ؛ لأنها بمعنى المضيّ، أو على أنه خبر مبتدأ محذوف أي : هي حمالة.
وقرأ عاصم بنصب :﴿ حمالة ﴾ على الذمّ، أو على أنه حال من امرأته.
وقرأ أبو قلابة ( حاملة الحطب ).
﴿ فِى جِيدِهَا حَبْلٌ مّن مَّسَدٍ ﴾ الجملة في محل نصب على الحال من ﴿ امرأته ﴾.
والجيد العنق، والمسد الليف الذي تفتل منه الحبال، ومنه قول النابغة :
مقذوفة بدخيس النحض بازلها... له صريف صريف القعو بالمسد
وقول الآخر :
يا مسد الخوص تعوّذ مني... إن كنت لدنا لينا فإني
وقال أبو عبيدة : المسد هو الحبل يكون من صوف.
وقال الحسن : هي حبال تكون من شجر ينبت باليمن تسمى بالمسد.
وقد تكون الحبال من جلود الإبل أو من أوبارها.
قال الضحاك، وغيره : هذا في الدنيا، كانت تعير النبيّ ﷺ بالفقر، وهي تحتطب في حبل تجعله في عنقها فخنقها الله به فأهلكها.
وهو في الآخرة حبل من نار.
وقال مجاهد، وعروة بن الزبير : هو سلسلة من نار تدخل في فيها وتخرج من أسفلها.
وقال قتادة : هو قلادة من ودع كانت لها.
قال الحسن : إنما كان خرزاً في عنقها.
وقال سعيد بن المسيب : كانت لها قلادة فاخرة من جوهر، فقالت : واللات والعزّى، لأنفقنها في عداوة محمد، فيكون ذلك عذاباً في جسدها يوم القيامة.
والمسد الفتل يقال : مسد حبله يمسده مسداً : أجاد فتله.
وقد أخرج البخاري، ومسلم، وغيرهما عن ابن عباس قال :"لما نزلت :