وذكروا في تفسير كونها حمالة الحطب وجوهاً : أحدها : أنها كانت تحمل حزمة من الشوك والحسك فتنثرها بالليل في طريق رسول الله، فإن قيل : إنها كانت من بيت العز فكيف يقال : إنها حمالة الحطب ؟ قلنا : لعلها كانت مع كثرة مالها خسيسة أو كانت لشدة عداوتها تحمل بنفسها الشوك والحطب، لأجل أن تلقيه في طريق رسول الله وثانيها : أنها كانت تمشي بالنميمة يقال : للمشاء بالنمائم المفسد بين الناس : يحمل الحطب بينهم، أي يوقد بينهم النائرة، ويقال للمكثار : هو حاطب ليل وثالثها : قول قتادة : أنها كانت تعير رسول الله بالفقر، فعيرت بأنها كانت تحتطب والرابع : قول أبي مسلم وسعيد بن جبير : أن المراد ما حملت من الآثام في عداوة الرسول، لأنه كالحطب في تصيرها إلى النار، ونظيره أنه تعالى شبه فاعل الإثم بمن يمشي وعلى ظهره حمل، قال تعالى :﴿فَقَدِ احتملوا بهتانا وَإِثْماً مُّبِيناً﴾ [ الأحزاب : ٥٨ ] وقال تعالى :﴿يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ على ظُهُورِهِمْ﴾ [ الأنعام : ٣١ ] وقال تعالى :﴿وَحَمَلَهَا الإنسان﴾ [ الأحزاب : ٧٢ ].
المسألة الثالثة :
( امرأته ) إن رفعته، ففيه وجهان أحدهما : العطف على الضمير في ﴿سيصلى﴾، أي سيصلى هو وامرأته.
و﴿في جيدها﴾ في موضع الحال والثاني : الرفع على الابتداء، وفي جيدها الخبر.
المسألة الرابعة :
عن أسماء لما نزلت ﴿تَبَتْ﴾ جاءت أم جميل ولها ولولة وبيدها حجر، فدخلت المسجد، ورسول الله جالس ومعه أبو بكر، وهي تقول :
مذمماً قلينا.. ودينه أبينا


الصفحة التالية
Icon