وأبو لهب هو ابن عبد المطلب واسمه عبد العزي فلذلك لم يسمّه، وقيل اسمه كتيبة، قال : مقاتل كنّي أبا لهب لحسنه وأشراق وجهه، وكانت وجنتاه كأنهما تلتهبان.
﴿ وَتَبَّ ﴾ أبو لهب الواو فيه واو العطف، وقرأ عبد الله وأُبي ( وقد تب ) فالأول دعاء والثاني كما يقال غفر الله لك، وقد فعل وأهلكه الله وقد فعل، والواو فيه واو الحال.
وقراءة العامة ﴿ أَبِي لَهَبٍ ﴾ بفتح الهاء، وقرأ أهل مكة بجزمها، ولم يختلفوا في قوله :﴿ ذَاتَ لَهَبٍ ﴾ أنه مفتوح الهاء ؛ لأنهم راعو فيه روس الأي.
أخبرنا الحسين بن محمد قال : حدّثنا السني قال : حدّثنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال : حدّثنا شريح بن يونس قال : حدّثنا هشيم قال : أخبرنا منصور عن الحكم عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال : لما خلق الله القلم قال : أكتب ما هو كائن فكتب فمما كتب :﴿ تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ ﴾.
وأخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن قال : أخبرنا أبو الطيب محمد بن عبد الله ابن المبارك الثعيري قال : حدّثنا محمد بن أشرس السلمي قال : حدّثنا عبد الصمد بن حسان المروِّ الروذيّ عن سفيان عن منصور قال : سئل الحسن عن قوله :﴿ تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ ﴾ هل كان في أم الكتاب وهل كان يستطيع أبو لهب أن لا يصلى النار؟ فقال الحسن : والله ما كان يستطيع أن لا يصليها وإنها لفي كتاب الله قبل أن يخلق أبو لهب وأبواه.


الصفحة التالية
Icon