وقال : بعض أهل اللغة : الحطب ها هنا جمع الحاطب وهو الجانب المذنب يعني أنَّها كانت تحملهم بالنميمة على معاداته، ونظيره من الكلام راصد و رصد و حارس وحرس وطالب وطلب وغائب وغيب، والعلة في تشبيههم النميمة بالحطب هي أن الحطب يوقد ويضرم كذلك النميمة، قال : أكثم بن صيفي لبنيه : أياكم والنميمة فأنَّها نار محرقة وأن النمام ليعمل في ساعة مالا يعمل الساحر في شهر، فاخذه الشاعر فقال :
أن النميمة نار ويك محرقة... فعد عنها وحارب من تعاطاها
ولذلك قيل : نار الحقد لا تخبوا.
والعلة الثانية : أن الحطب يصير ناراً والنار سبب التفريق فكذلك النميمة، وأنشدني وأبو القاسم [ الحبيبي ] قال : أنشدني أبو محمد الهاراني الجويني قال :
إنّ بني الأدرم حمالوا الحطب... هم الوشاة في الرضا وفي الغضب
عليهم اللعنة تترى والحَرَبَ.
﴿ فِي جِيدِهَا ﴾ عنقها، قال ذو الرمة :
فعينك عينها ولونك لونها... وجيدك الا أنها غير عاطل
وجمعها أجياد، قال : الأعمش :
وبيداء تحسب آرامها... رجال إياد بأجيادها