وقال السمرقندى
قوله تعالى :﴿ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ﴾
وذلك أن قريشاً قالوا له صِفْ لنا ربَّك الذي تعبده وتدعونا إليه ما هو؟ فأنزل الله تعالى :﴿ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ﴾ يعني : قل يا محمد للكفار إني ربي الذي أعبده ﴿ هُوَ الله أَحَدٌ ﴾ يعني فرد لا نظير له ولا شبيه له ولا شريك له ولا معين له ثم قال عز وجل :﴿ الله الصمد ﴾ يعني : الصمد الذي لا يأكل ولا يشرب، وقال السدي وعكرمة ومجاهد ﴿ الصمد ﴾ الذي لا جوف له، وعن قتادة قال كان إبليس لعنه الله ينظر إلى آدم عليه السلام ودخل في فيه وخرج من دبره يعني حين كان صلصالاً فقال للملائكة : لا ترهبوا من هذا فإن ربكم صمد وهذا أجوف وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : الصمد الذي يصمد إليه الخلائق في حوائجهم ويتضرعون إليه عند مسألتهم وقال أبو وايل ﴿ الصمد ﴾ السيد الذي انتهى سؤدده وكذلك قال سعيد بن جبير وقال الحسن البصري رضي الله عنه ﴿ الصمد ﴾ الدائم، وقال قتادة ﴿ الصمد ﴾ الباقي ويقال الكافي وقال محمد بن كعب القرظي ﴿ الصمد ﴾ الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ويقال :﴿ الصمد ﴾ التام في سؤدده وروي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال :﴿ الصمد ﴾ الذي لا يخاف من فوقه ولا يرجو من تحته ويُصْمَد إليه في الحوائج ثم قال عز وجل ﴿ لَمْ يَلِدْ ﴾ يعني : لم يكن له ولد يرث ملكه.


الصفحة التالية
Icon