﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ﴾ اختلف القراء فيه، فقرأ حمزة ويعقوب ساكنة الفاء مهموزة ومثله روى العباس عن أبي عمرو وإسماعيل عن نافع، وقرأ شيبة مشبعة غير مهموزة ومثله روى حفص عن عاصم، وقرأ الآخرون مثقلاً مهموزاً وكلّها لغات صحيحة فصيحة ومعناه المثل.
﴿ أَحَدٌ ﴾ أي هو واحد، وقيل : على التقديم والتأخير مجازه :" وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ أَحَدٌ كُفُواً ".
وقال عبد خير : سأل رجل علي بن أبي طالب عليه السلام عن تفسير هذه السورة قال : قل هو الله أحد بلا تأويل عدد، الله الصمد لا يتبعض بدد، لم يلد فيكون هالكاً، ولم يولد فيكون إلهاً مُشارَكاً، ولم يكن له من خلقه كفؤاً أحد.
وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي بقراءتي قال : سمعت أبا بكر الرازي يقول : سمعت أبا علي الروذباري يقول : وجدنا أنواع الشرك ثمانية : النقص والتقلّب والكثرة والعدد وكونه علّة أو معلولاً، والأشكال والأضداد، فنفى الله تعالى عن صفته نوع الكثرة والعدد بقوله :﴿ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ﴾ ونفى التنقّص والتقلّب بقوله :﴿ الله الصمد ﴾ ونفى العلل والمعلول بقوله :﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾ ونفى الأشكال والأضداد بقول :﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ﴾ فحصلت الوحدانية البحت لذلك سمّيت سورة الإخلاص. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ١٠ صـ ٣٣٠ ـ ٣٣٦﴾


الصفحة التالية
Icon