فأما الأحد والواحد ففيهما وجهان :
أحدهما : أن الأحد لا يدخل العدد، والواحد يدخل في العدد، لأنك تجعل للواحد ثانياً، ولا تجعل للأحد ثانياً.
الثاني : أن الأحد يستوعب جنسه، والواحد لا يستوعب، لأنك لو قلت فلان لا يقاومه أحد، لم يجز أن يقاومه اثنان ولا أكثر، فصار الأحد أبلغ من الواحد.
وفي تسميتها بسورة الإخلاص ثلاثة أوجه :
أحدها : لأن في قراءتها خلاصاً من عذاب الله.
الثاني : لأن فيها إخلاص لله من كل عيب ومن كل شريك وولد، قاله عبد الله ابن المبارك.
الثالث : لأنها خالصة لله ليس فيها أمر ولا نهي.
﴿ اللَّهُ الصّمَدُ ﴾ فيه عشرة تأويلات :
أحدها : أن الصمد المصمت الذي لا جوف له، قاله الحسن وعكرمه والضحاك وابن جبير، قال الشاعر :
شِهابُ حُروب لا تَزالُ جيادُه... عوابسَ يعْلُكْنَ الشكيمَ المُصَمّدا
الثاني : هو الذي لا يأكل ولا يشرب، قاله الشعبي.
الثالث : أنه الباقي الذي لا يفنى، قاله قتادة، وقال الحسن : إنه الدائم الذي لم يزل ولا يزال.
الرابع : هو الذي لم يلد ولم يولد، قاله محمد بن كعب.
الخامس : أنه الذي يصمد الناس إليه في حوائجهم، قاله ابن عباس، ومنه قول الشاعر :
ألا بكّر الناعي بخَيريْ بني أسدْ... بعمرِو بن مَسعودٍ وبالسيّد الصَّمَد.
السادس : أنه السيد الذي قد انتهى سؤدده، قاله أبو وائل وسفيان وقال الشاعر :
عَلوْتُه بحُسامٍ ثم قلت له... خُذْها حُذَيْفَ فأنت السيّد الصَّمَدُ.
السابع : أنه الكامل الذي لا عيب فيه، قاله مقاتل، ومنه قول الزبرقان :
ساروا جَميعاً بنصْفِ الليلِ واعْتَمدوا... ألاّ رهينةَ إلا السيّدُ الصَمَدُ.
الثامن : أنه المقصود إليه في الرغائب، والمستغاث به في المصائب، قاله السدي.
التاسع : أنه المستغني عن كل أحد قاله أبو هريرة.
العاشر : أنه الذي يفعل مايشاء ويحكم بما يريد، قاله الحسين بن فضيل.
﴿ لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ﴾ فيه وجهان :


الصفحة التالية
Icon