وقال ابن عطية :
﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) ﴾
قرأ عمر بن الخطاب وابن مسعود والربيع بن خيثم :" قل هو الله أحد الواحد الصمد "، وروى أبي بن كعب أن المشركين سألوا رسول الله ﷺ عن نسب ربه تعالى عما يقول الجاهلون فنزلت هذه السورة، وروى ابن عباس أن اليهود دخلوا على النبي ﷺ فقالوا : يا محمد صف لنا ربك وانسبه فإنه وصف نفسه في التوراة ونسبها، فارتعد رسول الله ﷺ حتى خر مغشياً عليه ونزل عليه جبريل بهذه السورة، وقال أبو العالية قال قتادة : الأحزاب لرسول الله ﷺ : انسب لنا ربك، فأتاه الوحي بهذه السورة، و﴿ أحد ﴾ معناه : فرد من جميع جهات الوحدانية، ليست كمثله شيء، وهو ابتداء و﴿ الله ﴾ ابتداء ثان و﴿ أحد ﴾ خبره، والجملة خبر الأول، وقيل :﴿ هو ﴾ ابتداء و﴿ الله ﴾ خبره و﴿ أحد ﴾ بدل منه، وحذف أبو عمرو التنوين من ﴿ أحد ﴾ لالتقاء الساكنين " أحدُ الله " وأثبتها الباقون مكسورة للالتقاء، وأما وفقهم كلهم فبسكون الدال، وقد روي عن أبي عمرو : الوصل بسكون الدال، وروي عنه أيضاً تنوينها، و﴿ الصمد ﴾ في كلام العرب السيد الذي يصمد إليه في الأمور ويستقل بها، وأنشدوا :[ الطويل ]
ألا بكر الناعي بخير بني أسد... بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد