وقال الشيخ الصابونى :
[ قل هو الله أحد ]
أي قل يا محمد لهؤلاء المشركين المستهزئين : إن ربي الذي أعبده، والذي أدعوكم لعبادته، هو واحد أحد، لا شريك له، ولا شبيه له ولا نظير، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، فهو جل وعلا إله ولحد أحد، ليس كما يزعم النصارى ويعتقدون بالتثليث (الأب، والإبن، وروح القدس ) ولا كما يعتقد المشركون بتعدد الآلهة، قال في التسهيل : واعلم أن وصف الله تعالي بالواحد، له ثلاثة معانى، كلها صحيحة في حقه تعالى : الأول : أنه واحد لا ثاني معه فهو نفى للعدد، والثاني : أنه واحد لا نظير ولا شريك له، كما تقول : فلان واحد في عصره أي لا نظير له، والثالث : أنه واحد لا ينقسم ولا يتبعض، والمراد بالسورة نفي الشريك، ردا على المشركين، وقد أقام الله في القرآن براهين قاطعة على وحدانيته تعالي، وذلك كثير جدا، وأوضحها أربعة براهين : الأول ؟ قوله تعالي [ أفمن يخلق كمن لا يخلق، ؟ - وهذا دليل الخلق والإيجاد - فإذا ثبت أن الله تعالى خالق لجميع الموجودات، لم يصح أن يكون واحد منها شريكا له والثاني : قوله تعالى [ لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ] - وهو دليل الإحكام والإبداع - الثالث : قوله تعالى [ لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلي ذي العرش سبيلا ] - وهو دليل القهر والغلبة - والرابع : قوله تعالى [ ما إتخذ الله من ولد وما كان معه من إله، إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض ] - وهو دليل التنازع والإستعلاء ثم أكد تعالى وحدانيته وإستغناءه عن الخلق